فصل: تفسير الآيات (18- 19):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (18- 19):

{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)}
{وأنذرهم يوم الآزفة} خوّفهم بيوم القيامة، والآزقة، القريبة {إذ القلوب لدى الحناجر} وذلك أنَّ القلوب ترتفع من الفزع إلى الحناجر {كاظمين} ممتلئين غمّاً وخوفاً وحزناً {ما للظالمين} أي: الكافرين {من حميم} قريبٍ {ولا شفيع يطاع} فيشفع فيهم.
{يعلم خائنة الأعين} خيانة الأعين، وهي مسارقتها النَّظر إلى ما لا يحلُّ.

.تفسير الآية رقم (23):

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23)}
{ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} بعلاماتنا التي تدلُّ على صحة نبوّته {وسلطان مبين} أيْ: حجَّةٍ ظاهرةٍ.

.تفسير الآيات (25- 31):

{فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31)}
{فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه} وذلك أَنَّ فرعون أمر بإعادة القتل على الذُّكور من أولاد بني إسرائيل لمَّا أتاه موسى عليه السَّلام؛ ليصدَّهم بذلك عن متابعة موسى. {وما كيد الكافرين} مكر فرعون وسوء صنيعه {إلاَّ في ضلال} زوالٍ وبطلانٍ وذهابٍ.
{وقال فرعون} لملَئهِ: {ذروني أقتل موسى وليدع ربه} الذي أرسله إلينا، فيمنعه {إني أخاف أن يبدل دينكم} الذين أنتم عليه يبطله {أو أن يظهر في الأرض الفساد} أو يفسد عليكم دينكم إن لم يبطله، فلمَّا توعَّده بالقتل قال موسى: {إني عذت بربي وربكم من كلِّ متكبر لا يؤمن بيوم الحساب}. وقوله: {يصبكم بعض الذي يعدكم} قيل: كلُّ الذي يعدكم.
{يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض} هذا من قول مؤمن آل فرعون؛ أعلمهم أنَّ لهم الملك ظاهرين عالين على بني إسرائيل في أرض مصر، ثمَّ أعلمهم أنَّ عذاب الله لا يدفعه دافع فقال: {فمن ينصرنا من بأس الله} أَيْ: مَنْ يمنعنا من عذابه {إن جاءنا}؟ ف {قال فرعون} حين منع من قتله: {ما أُريكُمْ} من الرَّأي والنَّصيحة {إلاَّ ما أرى} لنفسي.
{وقال الذين آمن} يعني: مؤمن آل فرعون: {يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب} ثمَّ فسَّر ذلك فقال: {مثل دأب قوم نوح وعادٍ وثمود والذين من بعدهم} خوَّفهم إن أقاموا على كفرهم مثل حال هؤلاء حين عذِّبوا، ثمَّ خوَّفهم بيوم القيامة. وهو قوله:

.تفسير الآيات (32- 39):

{وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39)}
{إني أخاف عليكم يوم التناد} وذلك أنَّه يكثر النِّداء في ذلك اليوم، يُنادى بالسَّعادة والشَّقاوة، ويُنادى فيُدعى كلُّ أناسٍ بإمامهم.
{يوم تولون مدبرين} مُنصرفين عن موقف الحساب إلى النَّار {ما لكم من الله} من عذاب الله {من عاصم} مانعٍ يمنعكم من عذاب الله.
{ولقد جاءكم يوسف من قبل} أَيْ: من قبل موسى {بالبينات} بالآيات المعجزات {كذلك} مثل ذلك الضَّلال {يضل الله مَنْ هو مسرف} مشركٌ {مرتاب} شاكٌّ فيما أتى به الأنبياء.
{الذين يجادلون في آيات الله} أَيْ: في إبطالها ودفعها {بغير سلطان} أَيْ: حُجَّةٍ {أتاهم كبر} ذلك الجدال {مقتاً} بغضاً.
{وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً} قصراً طويلاً {لعلي أبلغ الأسباب} أبواب السَّموات وأطرافها التي تُوصلني إليها.
{وإني لأظنه كاذباً} في ادِّعائه إلهاً دوني. {وكذلك} مثل ما وصفنا {زين لفرعون سوء عمله وصدَّ عن السبيل} ومُنع عن الإيمان {وما كيد فرعون إلاَّ في تباب} خسارٍ. يريد: أنه خسر كيده ولم ينفعه ذلك.
{وقال الذي آمن} من قوم فرعون: {يا قوم اتَّبِعُون أهدكم سبيل الرشاد} طريق الصَّواب.
{يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع} متعةٌ ينتفعون بها مدَّة ولا تبقى. وقوله:

.تفسير الآيات (42- 44):

{تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)}
{وأشرك به ما ليس لي به علم} أيْ: أشرك بالله شيئاً لا علم لي به أنَّه شريك له.
{لا جرم} حقّاً {إنَّ ما تدعونني إليه ليس له دعوة} إجابة دعوة، أَيْ: لا يستجيب لأحدٍ {في الدنيا ولا في الآخرة وأنَّ مردَّنا} مرجعنا {إلى الله}.
{فستذكرون} إذا عاينتم العذاب {ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله} وذلك أنَّهم تَوَعَّدُوه لمخالفته دينهم.

.تفسير الآية رقم (46):

{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)}
{النار يعرضون عليها غدوّاً وعشياً} وذلك أنَّهم يُعرضون على النَّار صباحاً ومساءً، ويقال لهم: هذه منازلكم إذا بعثتم.

.تفسير الآيات (49- 51):

{وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)}
{وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب}.
{قالوا أَوَلَمْ تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا} أَيْ: فادعوا أنتم إذاً، فإنَّا لن ندعو الله لكم {وما دعاء الكافرين إلاَّ في ضلال} هلاكٍ وبطلانٍ؛ لأنَّه لا ينفعهم.
{إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا} بظهور حجتهم، والانتصار ممَّن عاداهم بالعذاب في الدُّنيا والآخرة {ويوم يقوم الاشهاد} الملائكةُ الذين يكتبون أعمال بني آدم.

.تفسير الآيات (55- 57):

{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57)}
{فاصبر} يا محمَّدُ {إنَّ وعد الله} في نصرتك وإهلاك أعدائك {حق وسبِّح بحمد ربك} صلِّ بالشُّكر منك لربِّك {بالعشي والإِبكار} أَيْ: طرفي النَّهار، وقوله: {إن في صدورهم إلاَّ كبر ما هم ببالغيه} أَيْ: تكبُّرٌ وطمعٌ أن يعلوا على محمدٍ عليه السلام، وما هم ببالغي ذلك {فاستعذ بالله} أي: فامتنع بالله من شرِّهم.
{لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس} أَيْ: أعظم في القدرة من إعادة النَّاس للبعث.

.تفسير الآية رقم (60):

{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)}
{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} اعبدوني أُثبكم وأغفر لكم، وقوله: {داخرين} أي: صاغرين.

.تفسير الآية رقم (63):

{كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63)}
{كذلك يؤفك} أَيْ: كما صُرفتم عن الحقِّ مع قيام الدلائل يُصرف عن الحقِّ {الذين كانوا بآيات الله يجحدون}.

.تفسير الآية رقم (67):

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67)}
{ولتبلغوا أجلاً مسمَّى} أَيْ: وقتاً محدوداً لا تجاوزونه {ولعلكم تعقلون} ولكي تعقلوا أنَّ الذي فعل ذلك لا إله غيره.

.تفسير الآية رقم (69):

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69)}
{ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله} أيْ: في دفعها وإبطالها {أنى يصرفون} عن الحقِّ.

.تفسير الآيات (71- 75):

{إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75)}
{والسلاسل يسحبون} يُجَرُّون.
{في الحميم ثم في النار يسجرون} يُصيَّرون وقوداً للنَّار.
{ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون}.
{من دون الله} أي: الأصنام. {قالوا ضلوا عنا} زالوا عنَّا وبطلوا، فلا نراهم {بل لم نكن ندعو من قبل شيئاً} أَيْ: ضاعت عبادتنا، فلم تكن تصنع شيئاً {كذلك} كما أضلَّهم {يضل الله الكافرين}.
{ذلكم} العذاب الذي نزل بكم {بما كنتم تفرحون} بالباطل وتبطرون.

.تفسير الآيات (77- 78):

{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)}
{فإمَّا نرينك بعض الذي نعدهم} من العذاب في حياتك {أو نتوفينك} قبل أن ينزل بهم ذلك {فإلينا يرجعون}. وقوله: {فإذا جاء أمر الله} بعذاب الأمم المُكذِّبة {قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون} أَيْ: تبيَّن خسران أصحاب الباطل.

.تفسير الآية رقم (80):

{وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80)}
{ولكم فيها منافع} من الصُّوف والوبر، والدَّرِّ والنَّسل {ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم} من حمل أثقالكم إلى البلاد.

.تفسير الآية رقم (83):

{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83)}
{فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم} رضوا بما عندهم من العلم، وقالوا: نحن أعلم منهم لن نُبعث ولن نعذَّب.

.تفسير الآية رقم (85):

{فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)}
{سنة الله} أَيْ: سنَّ الله هذه السُّنَّةَ في الأمم كلِّها أن لا ينفعهم الإِيمان إذا رأوا العذاب {وخسر هنالك الكافرون} تبيَّن لهم الخسران.

.سورة فصلت:

.تفسير الآيات (1- 3):

{حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)}
{حم}.
{تنزيلُ من الرحمن الرحيم} ابتداءٌ وخبره قوله: {كتابٌ فصلت آياته} بُيِّنت. {لقوم يعلمون} لمَنْ يعلم ذلك ممَّن يعلم العربيَّة.

.تفسير الآيات (5- 7):

{وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7)}
{وقالوا قلوبنا في أكنَّة} أغطيةٍ. {وفي آذاننا وقر} صممٌ، أَيْ: نحن في ترك القبول منك بمنزلة مَن لا يفقه ولا يسمع. {ومن بيننا وبينك حجاب} خلافٌ في الدِّين فلا نجتمع معك ولا نوافقك {فاعمل} على دينك ف {إننا عاملون} على ديننا. وقوله: {فاستقيموا إليه} وجِّهوا إليه وجوهكم بالطَّاعة. {وويلٌ للمشركين}.
{الذين لا يؤتون الزكاة} لا يؤمنون بوجوبها فلا يُؤدُّونها.